2008/02/28

بيدنا نصنعة


عام كامل فى البحث دون جدوى , عام كامل من الضياع , عام كامل قد ضاع مثل نسمات الصباح تسطع عليها الشمس فتبخرها , هكذا كانت احلامة مثل النسيم ولكن شمس الواقع قد احرقتها اذابتها ولم يعد لها مكان , فها هو عام كامل يمر منذ تخرجة دون ان يجد وظيفة لة , دون ان يخطو خطوتة الاولى نحو النجاح , فهو كان يتمنى ان يصبح محاسبا كبيرا , لا ان يصبح شحاتا اصيلا , اراد ان يصبح انسان يعمل من اجل نفسة , يكون حياتة من الصفر , ولكن الصفر نفسة لم يأتى رغم جدية البحث , بحث فى كل مستويات العمل من الغفير الى المحاسب ولم يجد . كل ماكان يأملة ان يعمل .

امسك ورقة التخرج بين يدية وبدأ فى تقليبها لعلة يجد ما ينقصها , لعل العيب بها , لم يجد شيئا ناقصا , الاسم خماسى , الجامعة مرموقة , التقدير ممتاز , اذن ما ينقصها , لم يجد اجابة ,وفى لحظة ملل رهيب مزق شهادة تخرجة واصبح بلا شئ .

وفى هذة الاثناء يسير السائر ويلقى علية باعلان سفر الى ايطاليا وكل ما يطلبونة 30 الفا مقابل السفر الى تلك البلاد , ولكن ما جدوى هذا الاعلان وهو يعرف جيدا مصيرة اما غريقا او متهربا ومقبوضا علية , اطبق الورقة ووضعها فى جيبة وذهب الى البيت وصارح والدة فى ما يجول برأسة ولكن والدة رفض بشدة , لا يمكن ان يبيع ذلك المنزل فهو كل ما يملكونة , واقنعة برهنة الى حين ان يرسل اليهم اموالا من الخارج .

وبدأت معاناتة .

ذهب فى الموعد المحدد الى مرسى لسفن الصيد وصعد هو و50 اخرون الى سطح السفينة . ولم يتجاذب احدهم الحديث مع الاخر فهم يعلمون كل شئ عن الاخرين , يعلمون معاناتهم وما ال بهم وما خسروا وما فقدوا , وتمر السفينة وتقترب من الشواطئ الايطالية ويبدؤا فى النزول من السفينة وكل منهم يقطع جواز سفرة ويلقية فى الماء وتبدأ بكل واحد منهم معاناتة من جديد , يذهب الى اى مكان ويبحث عن عمل ولكن دون جدوى فهم يطلبون اوراقهم , ولكن حظة كان اقوى منهم فلقد وجد وظيفة وبدأ عملة فقد كان فى غاية السهولة , دون نوم , دون تفكير , دون مال , بل كان دون شئ ولكنة عمل.

فقد كانوا يفكرون لة وهو من ينفذ , اسرق ذلك الشئ فيسرق , دمر هذا فيدمر , اقتل فيقتل , ويبدأ الاعداد للعملية الكبرى وهو تدمير رأس مال شركة منافسة , يجهزون لة اوراق لاثبات شخصيتة ويدعونة فى وسط محطة القطار ويذوب فى وسط الزحام ويستقل القطار ثم يسحب فتيل الحزام الناسف فينفجر القطار وينتج خسائر فى الارواح والاموال , ثم تأتى الشرطة للتفقد الحادث ويجدوا جثتة وبجوارها اوراقا ملوثة بدماء الابرياء , ويبدأ الحديث التلفزيونى عن الارهابى المسلم الذى فجر قطار العاصمة.

7 comments:

Empress appy said...

والله العظيم انت جبت من الاخر
بس نتناقش بقى يا عمنا اولا انت مع اللى بسافروا ولا لا هاااااااا

Empress appy said...
This comment has been removed by the author.
محمود الدوح said...

ابى

ازيك عاملة اية
بصى ياستى انا هقولك على المختصر المفيد
" فى دوافع لأى غلط * بس مفيش مبرر واحد لية "

فهمتى
انا مش مع اللى بيغلط
بس ممكن نبصلة بصة شفقة او عطف

mnoon said...

بص أنا كده متخرجه بقالى
تقريباً 6 شهور
ومحاسبه برضه
وبجد إتخنقت
وموضوعك أثر فيا خالص
وكلامك فعلا واقعى جداً
وكل دا نتيجه حكام مش حاسه بشعبها
سلااام

احمد الجيزاوى said...

يا مخلص وجايب من الاخر يا جامد
تحاتى ليك
احمد الجيزاوى

ملك الكبدة said...

حبيبي يا بو اشرف

حلو الكلام ده

لايمني انت بس على طريق المترو

و هتسمع احلى كلام

حمادة زيدان said...

دوح
والله القصة جميلة ولغتك قوية ماشاء الله ... بس الحكاية نفسها بتحصل كتير بس مع شويتين ضغط عن اللي كانوا موجودين في القصة ... يعني ممكن ضغط ديني , أو ضغط معنوى أكبر من الضغوط المالية لأن الإنسان مهما حصل مش هايضحي بنفسه غير لو في قضية كبيرة لكدة أو لأنه حصلوا موقف كبير جداً خلاه يستغني عن حياته بالسهولة دي.
القصة حلوة أوى ولغتك جميلة أوى
بالتوفيق يا حودة