2007/12/18

البحث عن الزيف

كل يوم تشرق فية الشمس ومن بين خيوظ اشعتها يبزغ لنا فكر جديد , ونرى ما بين مؤيد ومعارض ان هذا الفكر بدأ فى الانتشار ,ان لم يكن على شاشات الفضاءيات او على صفحات المجلات او على اوراق كتب فنجدها فى عقول الشباب , فالكل يبحث عن قدوة او هوية ينتمى اليها ويؤيدها ويحاول جاهدا ان يطبقها على ارض واقعة .





لكن وبالرغم من ذلك نجد ان عقول معظم شبابنا خاوية وان كان يبدو عليهم غير ذلك , ارى ذلك وانا ابحث عن صاحب فكر حقيقى فمعظم من اكلمهم يبدو عليهم الرزانة واللباقة فى الحديث ويبحثون عن شئ حقيقى ينتمون الية او شخصا ينصبونة قدوة لهم , وترى من وجد ضالتة بالفعل وعند ذلك الحد تجد ان ما وجدوة مجرد زيف .




انا لا اتكلم عن زيف ما يعتنقوة او زيف الاشخاص الذين ينصبونهم امام اعينهم ولكنى اتكلم عن زيف رحلة البحث نفسها , فهم لا يعرفون شيئا عن ما يعتنقوة ويجعلون اشياء رموز لهم ل لا شئ .





اضرب مثالا على ذلك ال " تشى جيفارا " وكما قلت انا لا اتكلم هنا عن زيف الاشخاص ولكن عن زيف الاعتناق ولى مع جيفارا الكثير من المواقف التى اقف عليها .





اولها : شاب يجلس بجوارى فى سيارة ميكروباص ومعة حافظة نقود عليها باج بصورة جيفارا تجاذبت معة اطراف الحديث ثم بادرتة بسؤال عن الصورة الموجودة على حافظتة فتعجب ولم يصدق ان لا اعرف ذلك الشخص وعندما اكدت لة انى فى الحقيقة لا اعرف ذلك الشخص _انا بالطبع قرأت بعض الاشياء عن جيفارا من قبل ولكن كان لى غرض من القاء السؤال والتأكيد بعدم معرفتة _فقال لى انة كم يتمنى فى يوم من الايام مثل تلك الشخصية وقال لى ايضا ان صاحب هذة الصورة هو جيفارا فقلت لة وماذا فعل جيفارا لتتمنى ان تصبح مثلة فال لى انة قد نصب محارق لليهود وحرقهم جميعا , وفى هذة اللحظة لم اشأ ان اكمل حديثى معة .





والموقف الثانى : بائع الحافظات نفسة وكنت ابحث وقتها عن حافظة لنقودى ووقفت عندة ووجدت ان معظم الحافظات المعروضة عليها باج جيفارا وعندما سألت عن ثمن احداها فقال لى "25جنية فقلت وبتلقائية امال لو كان عليها صورة غاندى " كانت هتبقى بكام فقال لى انة لا يعرف "غاندى" الذى اتكلم عنة ومن "غاندى " لاساوية بجيفارا فقلت لة متتكلمش عن حد متعرفوش وبعدين جيفارا عمل اية عشان تحبة كدا فقال لى دا عمل ثورة كبيرة فى بلد اسمها "كوبيا " وكانت شخصية دماغها نضيفة , قلتلة اولا اسمها " كوبا " ثانيا يعنى اية دماغة نضيفة معلهاش تراب يعنى فقال لى هتشترى يا كابتن ولا هتهزر فقلتلة شكرا وانصرفت فى هدوء .





وفى موقف ثالث مش عارف لية دخل بموضوعنا ولا لأ بس مفيش مشكلة ان انا اتكلم عنة , كنت راكب مع واحد
صاحبى عربيتة وكان حاطط صورة كبيرة لجيفارا على العربية من ورا ولما سألتة اشمعنى جيفارا قالى صورة روشة مش اكتر .





ومش بس جيفارا لأ فى ناس كتير يعنى فى مرة سألت واحد لابس تيشيرت مرسوم علية صورة ل"بوب مارلى " فبقولة
مين دا فقال لى ان دى صورة مصارع جامد جدا فقلتلة امال مش بيلعب لية دلوقت قالى اصلة بعيد عنك مصاب فقلتلة "الحمد لله" على نعمة الصحة وكتير من العينة دى مثل صور المطرب "ايمينم " وصور "اينشتين " وغيرهم كتير .




فالشباب يبحث عن قدوة يفتقدها بسبب اهمال الاهل لتنمية قدوة سوية فى الشباب منذ نعومة اظافرهم او بسبب سوء البيئة المحيطة وتتعدد الاسباب وتصب معظمها عند الاهل والاصحاب .





ففى زخم هذا البحث يجد الشاب قدوتة فى مطرب او مفكر او رئيس دولة او ينتمى فكريا الى جماعة بعينها او حزب مبنى على اسس هدامة وانا هنا لا اذكر اسماءا فالكل يعرف ولكنى اتكلم عن انتماء الشباب هذة الايام فهو مثل الحبر على الورق او كالندى على الزهر كنسمة باردة فى نهار يوم صيف حار فسرعان ما يصبح كان , فالكل يبحث عن زيف .




2 comments:

عصفور المدينة said...

بارك الله فيك يا محمود
فعلا تنتشر العدوى ويقلد اللاحق فيها السابق حتى ينسوا لماذا قلد الأول

طوق الياسمين said...

ميرسي على ذوقك
كل سنه وانت طيب