بيدنا نصنعة
عام كامل فى البحث دون جدوى , عام كامل من الضياع , عام كامل قد ضاع مثل نسمات الصباح تسطع عليها الشمس فتبخرها , هكذا كانت احلامة مثل النسيم ولكن شمس الواقع قد احرقتها اذابتها ولم يعد لها مكان , فها هو عام كامل يمر منذ تخرجة دون ان يجد وظيفة لة , دون ان يخطو خطوتة الاولى نحو النجاح , فهو كان يتمنى ان يصبح محاسبا كبيرا , لا ان يصبح شحاتا اصيلا , اراد ان يصبح انسان يعمل من اجل نفسة , يكون حياتة من الصفر , ولكن الصفر نفسة لم يأتى رغم جدية البحث , بحث فى كل مستويات العمل من الغفير الى المحاسب ولم يجد . كل ماكان يأملة ان يعمل .
امسك ورقة التخرج بين يدية وبدأ فى تقليبها لعلة يجد ما ينقصها , لعل العيب بها , لم يجد شيئا ناقصا , الاسم خماسى , الجامعة مرموقة , التقدير ممتاز , اذن ما ينقصها , لم يجد اجابة ,وفى لحظة ملل رهيب مزق شهادة تخرجة واصبح بلا شئ .
وفى هذة الاثناء يسير السائر ويلقى علية باعلان سفر الى ايطاليا وكل ما يطلبونة 30 الفا مقابل السفر الى تلك البلاد , ولكن ما جدوى هذا الاعلان وهو يعرف جيدا مصيرة اما غريقا او متهربا ومقبوضا علية , اطبق الورقة ووضعها فى جيبة وذهب الى البيت وصارح والدة فى ما يجول برأسة ولكن والدة رفض بشدة , لا يمكن ان يبيع ذلك المنزل فهو كل ما يملكونة , واقنعة برهنة الى حين ان يرسل اليهم اموالا من الخارج .
وبدأت معاناتة .
ذهب فى الموعد المحدد الى مرسى لسفن الصيد وصعد هو و50 اخرون الى سطح السفينة . ولم يتجاذب احدهم الحديث مع الاخر فهم يعلمون كل شئ عن الاخرين , يعلمون معاناتهم وما ال بهم وما خسروا وما فقدوا , وتمر السفينة وتقترب من الشواطئ الايطالية ويبدؤا فى النزول من السفينة وكل منهم يقطع جواز سفرة ويلقية فى الماء وتبدأ بكل واحد منهم معاناتة من جديد , يذهب الى اى مكان ويبحث عن عمل ولكن دون جدوى فهم يطلبون اوراقهم , ولكن حظة كان اقوى منهم فلقد وجد وظيفة وبدأ عملة فقد كان فى غاية السهولة , دون نوم , دون تفكير , دون مال , بل كان دون شئ ولكنة عمل.
فقد كانوا يفكرون لة وهو من ينفذ , اسرق ذلك الشئ فيسرق , دمر هذا فيدمر , اقتل فيقتل , ويبدأ الاعداد للعملية الكبرى وهو تدمير رأس مال شركة منافسة , يجهزون لة اوراق لاثبات شخصيتة ويدعونة فى وسط محطة القطار ويذوب فى وسط الزحام ويستقل القطار ثم يسحب فتيل الحزام الناسف فينفجر القطار وينتج خسائر فى الارواح والاموال , ثم تأتى الشرطة للتفقد الحادث ويجدوا جثتة وبجوارها اوراقا ملوثة بدماء الابرياء , ويبدأ الحديث التلفزيونى عن الارهابى المسلم الذى فجر قطار العاصمة.