2010/12/26

حدثنى شارلى - 2



جلسنا فى اعلى قمة جبل فى العالم

نحتسى اكواب الشاى الملتهب

بدا مبتسما طول الوقت ضاحكا احيانا

وعندما سألته عن سر ضحكه

اجابنى

لا سبب

الضحك مفتاح الحياة

تخيل حياة بدون ضحك

لما الحياة اذن

باغته بسؤال ربما احرجه بعض الشئ

لكنه كان على يقين بانه يعرف الاجابة

لايجب عليه ان يفكر فى اجابته

قلت له ولكنك تبدو حزينا معظم الوقت ؟؟؟

نعم ابدو حزينا ولكن حزنى دائما مايخرج ضحكة صافية من قلب كل من يرانى

قلت له هذا صحيح .. ولكنه عجيب ايضا .. كيف ذلك ؟؟؟

اجابنى بأنه عندما يتخطى الحزن اقصى درجاته ولا يستطيع البكاء ان يعبر عن شدته

يصبح الضحك هو المنفس الطبيعى لحزنك

كان يقصد ان حزنه قد تخطى جميع مراحله السهلة والصعبة وبدا بلا حدود

وتفهمت ذلك

ولكنى قلت له ولكن حزنك يسعد غيرك ولا يسعدك

قال لى انا سعيد

ربما تقاسيم وجهى لا تظهر ذلك

فتقاسيم وجهى ظاهرة وتحزن للحزن الظاهر

ولكن قلبى باطن يسعد بعمق

اقنعنى منطقه

ربما الحزن بتقاسيم وجوهنا حزنا ظاهرا وان سعادة غامرة تغمر قلوبنا

وربما العكس

ان ملامحنا السعيدة مجرد ظاهر

وقلوبنا تعيسة بشكل اكبر

ولكنى لا اترك فرصة لاساله الا وسألته

قلت له ولكن ما هو الاختيار الذى يجعلنا سعداء او تعساء مادامت قلوبنا هى الاهم فى احساسنا بالسعادة والحزن

صمت كثيرا محدقا فى السحاب المار اعلانا بقرب ووضع يديه بوسط سحابة كانه يقسمها نصفين

وقال لى الشخص الوحيد القادر على الاختيار

انت



2010/12/25

حدثنى شارلى - 1



دائما مايجلس امامى

فأطيل النظر اليه وادقق النظر

اتفحص عينيه لعلى اجد شيئا يخفيه بداخلها

لعلى اجد سرا اخبر العالم انى وحدى من اعرفه

اتفحصه كاملا

عينيه .. قبعته .. ملابسه .. حذائه .. شاربه الصغير

هو عكسى تماما

لاينظر الى شئ .. هادئ

يحاول الا تفضحه عينيه ويخفى مايريد ان يخفى ويخبرنى ككل المرات

بما يريد هو ان يخبرنى

اليوم وعلى غير عادته لم يخبرنى شيئا

كانه لايريد ان يتحدث فى اى شئ

يديه معلقتين بعصاه

مقعده الخشبى مائل الى الخلف قليلا

فى حالة من الاتزان

ساكن

عيناه مغلقتان بهدوء

وكأنه يودع الدنيا

او يتأمل اللا شئ

انتظر ان يخبرنى اى شئ ان يحدثنى وطول الانتظار يقلقنى

انتظر وانتظر وانتظر

وهو ساكن كهدوء لاعبى اليوجا

ناديته

شارلى

عدل من وضعية كرسيه بهدوء

ونظر الى وقال

اعلم

تريدنى ان اتحدث .. ان اخبرك مالم اخبر احد اخر به

لم يكن هذا مايخطر فى بالى حينها

كل ما اردت معرفته

بماذا كان يفكر

ولما على غير عادته جلس هادئا

اخبرته هذا

فقال لى اولا تريد سرا

قلت له اريد

ولكن اريد معرفة سر اليوم

سر هدوءك المفاجئ

قال ساخبرك الاثنين

هدوءى اليوم لانى اردت ان اخبرك سرا لايعرفه احد سواك

وكنت افكر بأى الاسرار اخبرك

وقد قررت ان اخبرك عن سر لايعلمه الا الله وانا

وانت بعد قليل

وبدا يقص على سره

واستمعت اليه

اخبرنى شيئا ادهشنى

اخافنى .. صدمنى .. اسعدنى .. اقلقنى .. ادخلنى بدوامة مليئة بالاحاسيس المختلطة

الاحساس وضده

لا ادرى كم مضى من الوقت لأستوعب انه قد تركنى وحيدا فى حيرتى

لا اتذكر ابدا

هل قال لى وداعا

ام انه تركنى دون تحية

ولكن ما اتذكره جيدا

انى وعدته الا اخبر احدا بسره